--------------------------السياحه في دبي------------------------------------------------------
يبدو المستقبل أكثر إشراقاً بالنسبة لقطاع الضيافة في دبي، حيث انتهت السنة الماضية بكسر المزيد من الأرقام القياسية. البيانات الخاصة بعام 2004 تؤكد وضع الإمارة كوجهة إقليمية للسفر، بزيادة تبلغ 42 في المائة في مدخول قطاع الفنادق خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الذي بلغ في الأشهر التسعة 4.38 مليار درهم. وفي عام 2003، زار الإمارة نحو خمسة ملايين زائر، مشكلين زيادة عن عام 2002 بلغت 5 في المائة.
وبينما يزداد عدد زوار الإمارة، يرتفع أيضاًً معدل أسعار الغرف في الفنادق، حيث تخلت الفنادق ذات الخمس نجوم عن ضيوفها الذين يدفعون أقل، مثل أطقم الطيارات، لصالح الزبائن الذين يدفعون أكثر.
لقد أصبحت دبي الآن مقصداً معروفاً على خريطة السياحة العالمية، وهي تعتبر موازية لوجهات سفر عالية الشعبية مثل تركيا، مصر وسنغافورة. ومع وصول زوار من أكثر من 150 دولة إلى دبي كل عام، يبدو أن الطلب أعلى من العرض بالنسبة للإقامة في الفنادق. المدينة الآن يقصدها زوار متنوعون، فقد احتلت المملكة المتحدة المكان الأول في عدد الزائرين إلى دبي برقم بلغ 458.451 زائر، تليها المملكة العربية السعودية بـ457.736 زائر، وإيران بـ342.571 زائر. وبين الأسواق الأخرى الهند، روسيا، عمان، باكستان، الكويت، ألمانيا، الولايات المتحدة، البحرين ومصر.
وبينما يكون شهرا يناير وفبراير عادة أكثر الشهور نشاطاً بالنسبة للقطاع السياحي، وبنسبة إشغال لغرف الفنادق تبلغ 94 و95 في المائة على الترتيب، يبدو أن دبي في طريقها لأن تصبح مقصداً للسفر على مدار السنة، فقد حافظت نسبة الإشغال على ثباتها طيلة أشهر السنة، وبلغ معدلها 82.4 و72.7 في المائة خلال شهري يونيو ويوليو، وهما عادة أقل الشهور إشغالاً بالنسبة للسياحة. وفي الربع الأخير من عام 2004، كانت فنادق الشاطئ تسبق فنادق المدينة إلى حد كبير بالنسبة للإشغال، وبنسبة تصل إلى 90 في المائة في أغسطس، مقارنة مع 84.2 في المائة خلال نفس الشهر من السنة الماضية. يتبعه 87.1 في المائة في سبتمبر 2004 مقارنة بـ76.6 في المائة في نفس الشهر العام الماضي.
وإذا كانت الإمارة مقصداً ترفيهياً في الدرجة الأولى، حيث بلغت نسبة السياح 70 في المائة من إجمالي المسافرين عام 2004، فإن الإمارة أصبحت تحتل بسرعة مكاناً كمقصد للاجتماعات والمؤتمرات. فبعد اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عام 2003، أصبحت دبي جاهزة لاستقبال أي حدث عالمي مهما كان حجمه.
إضافة إلى ذلك، فإن مكتب دبي للمؤتمرات قد افتتح عام 2001 بغرض الترويج لدبي كمقصد للأعمال والسياحة. ويهدف المكتب إلى اجتذاب 600.000 ليلة فندقية إضافية من السوق العالمية بحلول عام 2008، مما يؤمن لفنادق دبي دخلاً تراكمياً يبلغ 200 مليون دولار أمريكي.
وبعض أهم الفعاليات العالمية التي ستعقد في دبي قريباً تشمل المؤتمر العالمي الأربعين للاتحاد الدولي للإعلان، وذلك في مارس 2006. وقد تم اختيار المدينة من بين عدة منافسين مثل ميامي وسيدني. حدث آخر ضخم تستضيفه دبي هو كونغرس الاتحاد العالمي للطهاة، والذي سيجمع تحت سقف واحد أكثر من 2500 من الطهاة وأصحاب الفنادق والمطاعم.
إضافة إلى ذلك، فإن مكتب دبي للمؤتمرات قد افتتح عام 2001 بغرض الترويج لدبي كمقصد للأعمال والسياحة. ويهدف المكتب إلى اجتذاب 600.000 ليلة فندقية إضافية من السوق العالمية بحلول عام 2008، مما يؤمن لفنادق دبي دخلاً تراكمياً يبلغ 200 مليون دولار أمريكي.
وبعض أهم الفعاليات العالمية التي ستعقد في دبي قريباً تشمل المؤتمر العالمي الأربعين للاتحاد الدولي للإعلان، وذلك في مارس 2006. وقد تم اختيار المدينة من بين عدة منافسين مثل ميامي وسيدني. حدث آخر ضخم تستضيفه دبي هو كونغرس الاتحاد العالمي للطهاة، والذي سيجمع تحت سقف واحد أكثر من 2500 من الطهاة وأصحاب الفنادق والمطاعم.
ومع ظهور العديد من الفرص القادمة، ليس من المستغرب أن السياحة أصبحت أحد أهم مصادر الدخل في دبي. فقد أحرزت دبي الرقم العالمي الأعلى في معدلات النمو الذي بلغ 31 في المائة بالنسبة لعدد الزوار عام 2002، وهذا يعني أن الفنادق قد أحرزت دخلاً يبلغ 3.8 مليار درهم.
مساهمة السياحة في الاقتصاد بلغت 17.2 في المائة من مجمل الدخل المباشر، بينما ساهمت بشغل غير مباشر في 28.9 في المائة. كما قدر أنه بحلول عام 2010 سوف تساهم السياحة بشكل مباشر بـ21 في المائة من الدخل العام. رغم أن هذه الأرقام مثيرة للدهشة، إلا أن ذلك يزداد عندما نعلم بأن عمر السياحة في دبي لم يتجاوز العشرين عاماً. وقصة نجاح السياحة في الإمارة كتب عنها في الكتب الصادرة عن نقابة الصحافة في جامعة كامبريدج، وتشكل جزءاً من المنهاج التعليمي لامتحان كامبريدج الدولي.
تعتبر شواطئ دبي الخلابة وشمسها المشرقة على مدار السنة أهم نقاط الجذب السياحي. كما تشتهر دبي بكونها جنة المتسوقين، حيث توفر خيارات ترضي جميع الأذواق والميزانيات، من الأسواق المزدهرة حيث يمكن الحصول على الصفقات الرائعة، إلى البوتيكات الأنيقة الفاخرة.
هذه المدينة العالمية بحق ما زالت مخلصة للروح العربية، وهذا التعايش بين القدم والحداثة هو ما يشكل الجاذب الأكبر إلى المدينة. فسواء كان غرض الزائر الاسترخاء أم المرح، فإن المدينة توفر بيئة آمنة لذلك. وفي الواقع، تم اختيار المدينة للسنة الثانية على التوالي كأكثر وجهات السفر أمناً في العالم، من قبل مجلة "كوندي ناست ترافلر"، المعتبرة في مجال السياحة.
هناك عدة مدن في العالم توفر مناظر جميلة، وشمساً مشرقة، وتسوقاً رائعاً، إلا أنها لم تفلح في اجتذاب أعداد كبيرة من الزوار كما فعلت دبي. ويقول إياد علي عبد الرحمن، مدير العلاقات الإعلامية في دائرة السياحة والتسويق التجاري، إن قصة نجاح دبي نتيجة لعدة عوامل، تشمل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، على تقاطع الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وبنيتها التحتية الممتازة، وسياساتها الاقتصادية الفاعلة.
إذا نظرنا للبنية التحتية للفنادق، فإن الزوار في دبي لديهم خيارات لا تحصى. جميع سلاسل الفنادق العالمية تملك أو تدير فنادق في المدينة، ويتوفر نحو 372 فندق وبناية شقق فندقية تضم 25.000 غرفة. وبهذا تكون دبي صاحبة أعلى نسبة من الفنادق بالنسبة لعدد السكان. وليس عدد الفنادق هو ما يجذب السياح فحسب، بل الخدمة عالية النوعية والمعايير التي تقدمها تلك الفنادق.
تضم دبي بعض أكثر فنادق العالم إثارة مثل برج العرب، الذي اجتذب كماً كبيراً من الاهتمام الإعلامي العالمي، ويتمتع حالياً بمكانة أسطورية. ولا تنتهي القائمة هنا. في عام 2006، سوف يتم إنجاز أول فندق تحت الماء في العالم، وتبلغ تكلفته 500 مليون دولار. فندق "هايدروبوليس" هذا الذي يقع على شاطئ الجميرا، سوف يضم 220 غرفة، ويقدم مناظر لا تضاهى للحياة البحرية. مشروع آخر شيق هو دبي لاند، حديقة الألعاب التي تبلغ تكلفتها 18 مليار درهم، والتي يتوقع أن تكون البديل الشرق- أوسطي لديزني لاند في فلوريدا. هذه الحديقة سوف تحتوي على غابة أمطار صناعية تحت قبة زجاجية هائلة، ومنحنى ثلجي للتزلج مع ثلج صناعي.
تضم دبي أيضاً جزيرة النخلة المدهشة، وجزر العالم، وقد اجتذبت الكثير من الاهتمام من المستثمرين وأصحاب الفنادق حول العالم، وهي تزيد مساحة الخط الساحلي للإمارة بشكل كبير. بعض المشاريع الأخرى التي تدعم مكانة المدينة السياحية تشمل برج دبي، أعلى برج في العالم، ومشروع مدينة دبي الصحية التي تبلغ تكلفتها 1.8 مليار درهم، والتي سوف تساعد في جعل دبي المقصد الأول للرعاية الصحية في المنطقة بأجملها.
أما نجاح طيران الإمارات، إحدى أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، وبروز مطار دبي الدولي كمحطة أساسية للطيران، فهي عوامل تساهم بشكل قوي في قطاع الضيافة في المدينة. فقد عبر أكثر من 18 مليون راكب مطار دبي الدولي عام 2003، بزيادة تبلغ 13 في المائة عن عام 2002. وتطير من مطار دبي الدولي 105 شركات طيران، إلى 145 وجهة. هذا المطار يخضع حالياً لعملية توسعة وتطوير، تبلغ قيمتها 4.1 بليون درهم.
إذا تركنا البنية التحتية ذات المستوى العالمي جانباً، فإن نجاح دبي كمقصد سياحي يعود إلى التعاون بين القطاع الخاص والحكومة، والتي كانت المهندس للازدهار السياحي الحالي. فقد اعتبرت حكومة دبي السياحة، كمصدر محتمل للدخل، لأول مرة في أواخر الثمانينات من القرن المنصرم. وفي عام 1997، تولت دائرة السياحة والتسويق التجاري الأمر، فأصبحت المسؤولة عن ترخيص الفنادق والشقق الفندقية، والشركات السياحية والأدلة السياحيين في الإمارة، وإدارة المواقع التراثية الأساسية، إضافة إلى دعم جميع العاملين في السياحة، والترويج لدبي حول العالم.
يعمل نحو 350 شخصاً في دائرة السياحية والتسويق التجاري في دبي، وتقيم الدائرة اجتماعات منتظمة مع العديد مع العاملين في المجال الفندقي،
بحيث تضمن أن يتم معالجة أي أمر تواجهه الفنادق أو القطاع الفندقي، وبشكل سريع. التعاون بين القطاعين العام والخاص له أثر كبير على نجاح دبي البارز كوجهة سفر.
دائرة السياحة والتسويق التجاري أيضاً مسؤولة عن التأكد من أن جميع الفنادق تحافظ على المستوى العالي الذي يجعل من دبي وجهة ممتعة للسياح. وفي عام 2001، قامت الدائرة بتطوير نظام يعمل عن طريق الإنترنت لتلقي الشكاوى، وبعد عامين، بدأت في تأمين خدمة تلقي الشكاوى على مدار الساعة من خلال مكتب استعلامات الزائرين التابع لها، في مطار دبي الدولي.
الترويج لدبي حول العالم في غاية الأهمية لنجاح السياحة في الإمارة. وتدير دائرة السياحة والترويج التجاري 14 مكتباً حول العالم، تغطي أسواق أساسية مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، دول اسكندنافيا، دول البلطيق ودول الاتحاد السوفييتي السابق، جنوب أفريقيا، المملكة العربية السعودية، الهند، الشرق الأقصى، اليابان، أستراليا ونيوزيلندا. والأقسام الخارجية مسؤولة عن الإعلان والحملات الإعلامية، وجميع مبادرات العلاقات العامة. وقد زار 181 صحفياً من حول العالم دولة الإمارات العربية المتحدة من يناير حتى 22 أكتوبر 2004، بينما يتم الترويج لدبي في أكثر من 30 حدثاً سياحياً عالمياً. كما أن مخططات دائرة السياحية والترويج التجاري لعام 2005 لا تقل طموحاً عن سابقتها، حيث تتطلع دبي إلى تسجيل أرقام قياسية أخرى في قطاع السياحة.